وكالة أنباء الحوزة_ دعا ممثل المرجع السيد السيستاني، إلى التحرك الفكري والثقافي المناسب لمواجهة مسألة الطائفية، لأنها لم تعد مرتبطة بفكر مجموعة من الأشخاص بل أصبحت مرتبطة بمصالح بعض الجهات الإقليمية والدولية، فيما بين مؤسس حملة رسل المحبة والسلام العالمي الشيخ عارف شجاع، بأن حملة رسل المحبة والسلام تضم أشخاص من الرجال والنساء من جميع أطياف المجتمع العراقي اتفقوا على نشر المحبة والسلام في العالم أجمعين، فيما بينت الإعلامية في الحملة شيماء السعدي إن كلمة الشيخ عبد المهدي تعبر عن جوهر عمل الحملة وهو نشر مبادئ المحبة والسلام، وان عددهم الآن يصل إلى (100) شخص تقريبا.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال استقباله لوفد يمثل حملة رسل المحبة والسلام العالمي في الصحن الحسيني الشريف في كربلاء المقدسة، “إن لعنوان هذه الحملة اهمية في الوقت الحاضر، داعيا الى وضع برنامج يتناسب مع طبيعة العنوان ودراسة كيفية التحرك المثمر الذي يكون ذو جدوى في توظيف الطاقات والإمكانيات المناسبة لذلك، ونحتاج إلى تنظيم ورؤيا لإنجاح هذا العمل وأن تكون هناك دراسة ولجان علمية متخصصة لها معرفة بأوضاع العراق، وجذور ومناشئ هذه المشكلة، إذ تضع بعد ذلك العلاج والآليات المناسبة لذلك، للحد منها أو التخفيف من آثارها ونتائجها”.
مسألة الطائفية
وضرب الشيخ الكربلائي مثلا على الطائفية وسبل معالجتها بالقول، “مثلا مسألة الطائفية لعله الكثير شَخَصَ ان القضية مرتبطة بالجانب الفكري والثقافي وهذا الفكر وجد له أرضية في الكثير من الدول والشعوب ولا يمكن لهذه الأرضية أن تكون لو لم يكن هناك منشئا قويا، وإذا بحثنا نجد إن هذا المنهج له جذور فكرية وثقافية يمكن من خلاله غسل عقول الكثير من الشباب والناس، ولذلك نحتاج هنا إلى التحرك الثقافي المناسب ومعرفة ما هي آليات هذا التحرك.
وأضاف ممثل السید السیستاني “نعم ليس من السهوله حل هذه المشكلة لأنها لم تعد مرتبطة بفكر مجموعة من الأشخاص بل أصبحت مرتبطة بمصالح بعض الجهات الإقليمية والدولية، لذا يجب ان يكون التحرك على الأقل على مستوى البلد والشعب العراقي ونبدأ مع الشباب لأنهم الشريحة الأهم”.
نأمل من الإخوة ان يضعوا برنامجا ثقافيا وفكريا ويضعوا الآليات المناسبة لهذا التحرك الثقافي
ووجه سماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الحملة بالآليات التي يمكن إتباعها للوصول إلى هدفهم، “فنأمل من الإخوة ان يضعوا برنامجا ثقافيا وفكريا ويضعوا الآليات المناسبة لهذا التحرك الثقافي وكيف يواجهون هذه المسألة، خاصة وانه في الوقت الحاضر نجد ان منظومة الإعلام الالكتروني أخذت حيزا مهما في التأثير على عقول الشباب والناس، فمن الممكن ان تكون هناك مجموعة ممن لديهم البراعة والتخصص في مجال وسائل الإعلام الالكتروني لكي ينشروا مواد ثقافية يبينوا فيها ظلالة هذا المنهج وانحرافه، ولماذا يندفع هؤلاء الشباب للالتحاق بمجاميع إرهابية لكي يقتلوا مجموعة من الأبرياء، وكيف استطاع التكفيريون أن يجعلوا هذا الإنسان بمنظومتهم الفكرية أن يصل إلى حالة يقدم فيها على الانتحار لقتل مجموعة من الناس، فقطعا هذا الشخص قد تأثر بفكر ليصل إلى مرحلة يعتقد فيها بأنه بهذا العمل يدخل الجنة، وإلا فإن حياة الإنسان اعز شيء لديه”.
الجانب العشائري
ونوه سماحة الشيخ إلى الجانب العشائري بأن العشائر كيان اجتماعي مهم وتأثيره مهم أيضا وكلمته مسموعة في البلد، ولا بد عليها من الانفتاح على الآخرين مثل الجامعات والوجهاء وغيرهم والاستماع إلى آرائهم، والاستفادة ممن يمتلكون وجاهة في الدولة لمساعدة الناس المحتاجين وقضاء حوائجهم، كالنازحين والأرامل والأيتام، واستغلال إمكانية الوجاهة لدى المنظمات المختلفة لمساعدة الناس، حتى يشعر الناس في تلك المناطق بأننا نعيش مشاكلهم ونساعدهم على حلها، والاتصال برجال الدين في المناطق التي شهدت أزمات والالتقاء بهم.
ضرورة الرجوع إلى توجيهات المرجع السيستاني ودراستها
وأكد سماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، على ضرورة الرجوع إلى توجيهات المرجع السيستاني ودراستها، لأنه في الفترة الماضية ومع تطور الأحداث كانت هناك توجيهات متعددة للمرجع، ومن الممكن الرجوع إليها ودراستها وتعريف الناس بها واتخاذها منهج عمل متكامل.
وقال مؤسس حملة رسل المحبة والسلام العالمي وعضو مجلس شيوخ ووجهاء الدورة الشيخ عارف شجاع الطائي، “جئنا لمقابلة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ليبارك لنا في عملنا ونستفيد من توجيهاته، لأننا نعتقد بأنه سيكون جزءا كبيرا من الحملة فهو راعي للإنسانية، وان السيد السيستاني حفظه الله أوصى ويوصي دائما بجميع الطوائف والأقليات وهو هذا المنهج نفسه الذي نسير عليه نحن ونقول أن رجال ديننا هم الذين طالبوا بمحاربة الطائفية”.
فيما قالت الإعلامية شيماء السعدي وهي احد أعضاء حملة رسل المحبة والسلام العالمي والإعلامية في وزارة النفط، إننا نعمل من اجل أن تكون هناك ألفة بين جميع طوائف المجتمع العراقي، ونستخدم وسائل التواصل الاجتماع من اجل إيصال رسالة السلام للكل من خلال العديد من “الجروبات” التي تضم مختلف أطياف العراقيين، ونهتم بالمواضيع التي تكون لها مساس بالمواطن مباشرة، ولا يهمنا سوى الكلمة الصادقة والكلمة الموحدة، فكنا اقل من عدد أصابع اليد والآن وصل عددنا إلى (100) شخص تقريبا.
وأضافت السعدي نحن يوميا نلتقي بالعديد من الشخصيات السياسية والدينية والثقافية، واليوم تشرفنا بمقابلة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي أوضح لنا الكثير من الأمور المهمة التي تصب في مصلحة عملنا، وكانت كلمته تعبر عن جوهر عمل المنظمة وهو نشر مبدأ المحبة والسلام في المجتمع العراقي بكل مكوناته.
تعليقك